ترامب يدافع عن الرسوم الجمركية والصين تتوعد بالرد

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن استراتيجيته القائمة على فرض رسوم جمركية تسير “بشكل جيد”، رغم التصعيد المتزايد في الحرب التجارية مع الصين.

وأعلنت بكين يوم الجمعة عن زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأميركية من 84% إلى 125%، معتبرة أن الإجراءات الأميركية تنتهك قواعد التجارة الدولية. وأكدت أنها ستتجاهل أي رسوم إضافية قد تفرضها إدارة ترامب. وأوضحت لجنة التعرفات الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني أن هذه الزيادة ستدخل حيز التنفيذ يوم السبت 12 أبريل، بحسب وكالة فرانس برس.

في المقابل، أعلنت الإدارة الأميركية يوم الخميس أن إجمالي الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية سيصل إلى 145%، بعدما أضافت رسوماً بنسبة 20% لمعاقبة الصين على دعم مصانع تصنّع مادة الفنتانيل التي تتسبب في أزمة صحية في الولايات المتحدة.

تجميد مؤقت للدول الأخرى واستثناء الصين

كان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء عن تجميد مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة على قرابة 60 دولة لمدة 90 يوماً، مستثنياً الصين فقط، التي أصبحت الآن الخصم الرئيسي في الحرب التجارية.

رغم محاولات الشركاء الدوليين إجراء مفاوضات خلال هذه الفترة الانتقالية، إلا أن بكين أكدت أنها ستواصل الرد بالمثل، معربة عن استعدادها للحوار بشرط الاحترام المتبادل والمساواة، وفق ما صرحت به المتحدثة باسم وزارة التجارة الصينية، هي يونغ تشيان.

ردود الفعل الأوروبية والآسيوية

الاتحاد الأوروبي حذر من أنه قد يلجأ إلى إجراءات مضادة إذا فشلت المفاوضات مع واشنطن. وقالت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن بروكسل قد تفرض ضرائب على عائدات شركات التكنولوجيا الأميركية، مشيرة إلى أدوات ردع اقتصادية تعرف باسم “بازوكا”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فدعا أوروبا إلى استخدام جميع الوسائل الممكنة لحماية مصالحها.

من جانب آخر، لم تُقدم الدول الآسيوية مثل فيتنام وكمبوديا، التي تعتمد على الصادرات الأميركية، على اتخاذ أي خطوات انتقامية حتى الآن. كما قرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم التي كان من المقرر فرضها على بضائع أميركية، في خطوة وصفها ترامب بأنها “ذكية جدًا”.

تهديدات جديدة للمكسيك

وفي تطور آخر، لوّح ترامب بفرض رسوم جديدة على المكسيك بسبب خلافات حول تقاسم مياه نهري كولورادو وريو غراندي، ما يزيد من تعقيد العلاقات التجارية بين البلدين.

رؤية ترامب مقابل انتقادات الخبراء

يرى ترامب أن فرض الضرائب على الواردات هو الطريق الأمثل لإعادة توطين الصناعة داخل الولايات المتحدة، وتحفيز الشركاء على شراء المنتجات الأميركية.

لكن العديد من الخبراء الاقتصاديين انتقدوا نهجه، وعلى رأسهم جوزيف ستيغليتز، الحائز على جائزة نوبل، الذي قال إن “ما يفعله ترامب لا يستند إلى أي نظرية اقتصادية معروفة”، مضيفًا “إنه عالم آخر!”