مصر وإندونيسيا تدشنان شراكة استراتيجية وتعاون عسكري غير مسبوق

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (السبت) نظيره الإندونيسي برايوو سوبيانتو، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وشهد اللقاء توقيع اتفاق لرفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وجاكرتا.

تعزيز التعاون العسكري والدفاعي

وبحث الجانبان سبل تطوير التعاون الدفاعي، خاصة في مجالات التدريب العسكري، بناء القدرات، وتبادل الخبرات، لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. وقد تم التأكيد على أهمية التنسيق المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، وفقًا لتصريحات السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية.

كما اصطحب الرئيس السيسي نظيره الإندونيسي إلى الأكاديمية العسكرية المصرية حيث اطلع على برامج التدريب، وشاهد عرضًا تسجيليًا عن الأكاديمية والعاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى زيارة نادي الفروسية التابع للقوات المسلحة.

شراكة اقتصادية وتنموية واسعة

تناولت المباحثات خطوات تفعيل الشراكة الاستراتيجية عبر تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في المجالات الآتية:

• التجارة والاستثمار
• التصنيع والاتصالات
• أمن الطاقة والغذاء
• تكنولوجيا المعلومات
• التنمية المستدامة

كما تم الاتفاق على تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، انطلاقًا من الإرث الثقافي المشترك الذي يجمع بين الشعبين المصري والإندونيسي.

دعم القضية الفلسطينية

ناقش الرئيسان الوضع في قطاع غزة، وأكد السيسي التزام مصر بالعمل على التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار دون تهجير السكان.

وشدد الجانبان على أهمية حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

علاقات تاريخية قوية

تعود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإندونيسيا إلى عام 1947، وتتميز بدعم متبادل لقضايا الاستقلال والتنمية، مع زخم متزايد في السنوات الأخيرة. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 1.4 مليار دولار في عام 2023.

وفي المجال العسكري، وقع البلدان مذكرات تفاهم منذ عام 2018، تركز على مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية، في ظل أهمية مضيق ملقا وقناة السويس كطرق استراتيجية.

وتأتي زيارة سوبيانتو، وهي أول زيارة رسمية له إلى مصر منذ توليه الرئاسة في أكتوبر 2024، لتعكس التوجه المشترك نحو تعميق الشراكة الاستراتيجية، وسط تحديات جيوسياسية عالمية مثل أزمة غزة واضطرابات سلاسل التوريد.