نتنياهو يتمسك بمقترح ويتكوف هل تواجه حماس فرصة محدودة؟

وسط تعثر المفاوضات حول تجديد وقف إطلاق النار في غزة، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تمسكه بمقترح المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، الذي يقضي بالإفراج عن 11 محتجزًا إسرائيليًا على قيد الحياة، إضافة إلى نصف عدد جثث القتلى الذين تحتجزهم حركة حماس.
رفض أميركي لمقترح حماس
وصف ويتكوف العرض الذي قدمته حماس، والذي يشمل الإفراج عن محتجز إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية وتسليم جثث 4 آخرين، بأنه “غير كافٍ ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض”، مشددًا على أن فرصة الحركة في التهدئة لن تستمر طويلاً، وأن الوقت ليس في صالحها.
أزمة إنسانية متفاقمة في غزة
في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية لليوم الخامس عشر على التوالي، تتفاقم الأوضاع في قطاع غزة، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء.
وأكدت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال، ملزمة قانونيًا بتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية للسكان.
وأضافت أن الوضع في غزة يقترب من “عسكرة المجاعة”، مما يهدد بوقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق.
إسرائيل ترفض عرض حماس وتلوّح بالخيار العسكري
أكد مائير كوهين، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أن إسرائيل ترفض عرض حماس، الذي يتضمن الإفراج عن رهينة واحدة وتسليم جثث أربعة آخرين، معتبرًا أن إسرائيل لن تقبل أي تمييز بين المحتجزين الإسرائيليين والأميركيين.
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لاستغلال الزخم الدبلوماسي للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الرهائن، لكنها في الوقت ذاته تحتفظ بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات.
وأضاف أن العمليات العسكرية ستظل خيارًا مطروحًا إذا ما حاولت حماس التملص من التزاماتها أو تأخير الإفراج عن المحتجزين، مشددًا على أن حماس تستخدم الرهائن كورقة ضغط، لكنها لن تتمكن من الاحتفاظ بهذه الورقة طويلًا.
إسرائيل والمساعدات الإنسانية.. سلاح سياسي؟
من جانبه، أوضح أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية كأداة ضغط سياسي، موضحًا أنها تتحكم في المعابر منذ 2006 بهدف إضعاف الفلسطينيين وتغيير مواقفهم السياسية.
وأشار إلى أن سياسة إسرائيل تجاه غزة تهدف إلى خلق بيئة من الفقر والمعاناة، وهو ما جعل الوضع في القطاع كارثيًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الماء النظيف والغذاء والدواء.
كما أكد أن حماس طورت استراتيجيات للتكيف مع الحصار، لكنها غير قادرة على منع تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث يدفع الشعب الفلسطيني الثمن الأكبر.
المفاوضات.. تعقيدات وتحديات أمام اتفاق دائم
يرى عوض أن إسرائيل تتفاوض من موقع قوة، وتسعى لتنفيذ أي اتفاق وفق شروطها الخاصة، دون تقديم ضمانات مستقبلية لحماس.
وأضاف أن تعنت إسرائيل في إغلاق المعابر واحتجاز المساعدات يهدف إلى إجبار حماس على تقديم تنازلات كبيرة، محذرًا من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد والتطرف بدلًا من تحقيق الاستقرار.
المبادرة العربية.. حل محتمل أم رؤية غير واقعية؟
تطرق عوض إلى المبادرة العربية التي تقترح تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة تحت إشراف دولي وعربي، معتبرًا أنها قد تكون خطوة واقعية نحو تحقيق الاستقرار.
إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما رؤية مختلفة، حيث تسعيان إلى تحييد غزة ماديًا ومعنويًا، مما يجعل التوصل إلى حل شامل أمرًا بالغ التعقيد.
مستقبل غزة.. بين التصعيد العسكري والمجاعة
مع استمرار تعثر المفاوضات وتفاقم الأزمة الإنسانية، يظل مستقبل غزة غامضًا. وبينما تتمسك إسرائيل بشروطها الصارمة وتلوّح بالخيار العسكري، تواجه حماس ضغوطًا متزايدة لإنهاء الأزمة دون التنازل عن أوراقها التفاوضية.
وفي ظل هذه الظروف، يظل الشعب الفلسطيني هو الضحية الأكبر، حيث تهدد المجاعة والأوضاع المأساوية حياة مئات الآلاف، مما يجعل البحث عن حلول دبلوماسية عاجلة أمرًا ضروريًا قبل فوات الأوان.
اكتشاف المزيد من EL DEEB NEWs - مجلة الديب نيوز للأخبار
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.